اللاجئون السوريون في خلفية صور الصحفيين عن بطولات الجيش الأردني

الخميس 21 شباط 2013
الصورة من موقع البوصلة.

الجولة التي نظمها الجيش الأردني للصحفيين في استقبال اللاجئين السوريين عبر الحدود تذكر بالجولات التي كان ينظمها الجيش الأمريكي للصحفيين (Embedded Journalists) خلال الحرب على العراق في عام 2003.

الهدف واحد: استغلال الصحفيين لترويج دعاية إعلامية عن بطولات الجيش، خلق تعاطف أو انحياز لدى الصحفيين المرافقين للجنود، ونقل صورة إنسانية عن الجيش مغايرة لصورة الحرب والقتل التي خُلقت الجيوش من أجلها.

والأسلوب ذاته: تنظيم جولات يرافق فيها الصحفيون الجنود وهم يؤدون أدوارا معدة مسبقا فيما يشبه المسرحية، يصورها الصحفيون وينقلونها من دون تصرف. فتكون التغطية موحدة تقريبا وكأنها عن بيان صحفي.

هكذا كان حال تغطيات وسائل الإعلام التي شارك صحفيوها في الجولة الحدودية مع القوات المسلحة. طغت فيها الصور  على الكلمات. مواقع إلكترونية إخبارية اكتفت بعنوان اعتلى عشرات الصور لجنود أردنيين يحملون أطفال ويسندون كهول من اللاجئين السوريين، مثل موقع جفرا نيوز الذي لخص الجولة بعنوان “صور للجهود الانسانية التي تبذلها قواتنا المسلحة على الحدود الاردنية” وبعشرات الصور التي أظهرت من الجنود الأردنيين أكثر من اللاجئين السوريين.

الصورة من عمّان نت

الصورة من عمّان نت

فريق صحيفة الدستور (صهيب التل، عمر محارمة، محمود كريشان) عاد من الجولة بتقرير عنوانه “”الجيش العربي..عين على الأشقاء والأخرى على الحدود”، تحدث عن “حكايات بطولة وشجاعة يخوضها الجنود الأردنيون… ويتفانون في أداء واجباتهم التي فرضتها مقتضيات واقع لم يكن الأردن طرفا فيه… الرجال الصناديد من أبناء قواتنا المسلحة يسطرون هناك ملحمة جديدة بأحرف من نور، يؤكدون فيها أنهم بالفعل رموز البذل والتضحية والإيثار دون توقف…”.

الصورة من الدستور

الصورة من الدستور

من خرج عن النص من الصحفيين والتقى بأفراد من “الجيش الحر”، لم يذهب بعيدا فانتقل من الدعاية لـ”نشامى القوات المسلحة الأردنية” إلى فاصل دعائي للجيش الحر، كما في تقريري الصحفيين أحمد أبوحمد لموقع عمان نت ومحمد أبوحميد من موقع عمون.

اللاجئون السوريون المصدومون بوحشية الحرب في ديارهم، صدموا فور نزولهم من المركبات التي أقلتهم عبر الحدود بعشرات الصحفيين المدججين بمايكروفوناتهم وكاميراتهم الموجهة نحوهم من دون استئذان أو سابق إنذار، متجاهلين محاولات اللاجئين اليائسة لستر وجوههم بما تيسر لهم من ملابس أو متاع.

Syrians on border-Amoun

 

وكالة الأنباء الأردنية “بترا” التزمت بما جاء في المؤتمر الصحفي لقائد قوات حرس الحدود العميد الركن حسين راشد الزيود الذي ركز على أعداد اللاجئين وكلفة استضافتهم وغيرها من الأرقام التي تلخص مأساة اللجوء السوري. واكتفت صحيفة الغد  بإعادة نشر تقرير بترا، مرفقا مع صور التقطها المصور الصحفي محمد أبوغوش، لكنها كالعادة فقدت الكثير من تميزها بعد نشرها على صفحات وموقع الجريدة.

وأفردت صحيفة الرأي صفحتين لتقرير مراسلها غازي المرايات، بعنوان “القوات المسلحة.. واجبات إنسانية لمساعدة اللاجئين السوريين”، الذي ركز على المؤتمر الصحفي للزيود المتخم بالأرقام، إلى جانب عشرات الصور للاجئين وللجنود الأردنيين.

موقع خبرني انتقى من تقرير وكالة بترا سطور قليلة ركزت على الكلف المادية لتوافد اللاجئين السوريين ومغفلة معاناتهم الإنسانية. تحت عنوان “”250 مليون كلفة تعامل الجيش مع السوريين” يتحدث التقرير عن عن “تسلسل نحو 210 آلاف لاجئ منذ بداية الأزمة السورية… في بلد يستضيف على أراضيه أكثر من 370 ألف لاجئ…”.

وعاد الصحفيون من جولتهم التصويرية بصحبة الجنود الأردنيون على الحدود، محملين بعشرات الصور عن بطولات القوات المسلحة في مهمتها الإنسانية باستقبال اللاجئين السوريين الذين شكلوا خلفية للصور الصحفية.

ملاحظة من المحرر: تم نشر رد على الرصد هنا.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية